الطب النبوي والعلمانية الطبية العربي

الطب النبوي والعلمانية الطبية العربي

العلمانية الطبية العربية... كيان محشو بالازدراء لدينه و قومه و أهله ووطنه.. مسدس منزوع الأمان متحفز للانطلاق في أي وقت على كل ما يتخيل أنه يمت للدين بصلة سواء من الطب النبوي أو غيره.. ولقد تيقنوا في الفترة الماضية أن ثمة رابطا لا خلاف عليه بين الطب النبوي- وبين الدين نفسه..

وشعار المسلم الذي لا يحيد عنه في الطب النبوي الصحيح وغيره من أحاديث رسول الله الصحيحة هو قول سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن أي مقولة لرسول الله:
إن كان قد قالها فقد صدق..
ومما أنقم على العلمانية الطبية العربية استعانتها بالأحاديث الموضوعة و الضعيفة في مهاجمة الطب النبوي أو التعسف في تأويل الأحاديث الصحيحة وصرفها عن مدلولها بدون ضابط شرعي وبدون دراسة بالإضافة إلي أنهم أصلا غير مؤهلين شرعيا للفتوى في معاني الأحاديث وشرحها والمفروض انهم يحاربوا عدم التخصص , أم أن الأمر إذا كان متعلق بأمر من أمور الدين وأحاديث الطب النبوي فمباح لهم الخوض بالجهل والتزييف من قبلهم دون رابط أو رقيب يوقفهم عن افترائهم وجهلهم . ولو أن العلمانية الطبية العربية كانت ترفض الطب البديل كله لما أدنتها .. لكنها على استعداد للتغاضي عن الطب البديل في كل الدنيا إلا إذا كان منسوبا إلى الإسلام. رغم أن عناصر الطب النبوي أثبتت تأثيرها بالتجارب العلمية الدقيقة على أعلى مستوى عالمي و أصبحت علاجات جوهرية ضمن منظومة العقاقير الغربية.
ولكن تصاب العلمانية الطبية العربية المتكبرة بما يشبه الجنون عندما تسمع عن الحجامة مثلا.. مع أنه من المؤكد أن ضحايا الحساسية من النوفالجين والبنسلين آلاف أضعاف ضحايا الحجامة إن كان هناك ضحايا لها. ولكنهم لا يواجهنا بالمنهج التجريبي الذي طالما صدعونا به.. لكنهم يتحدثوا بمنهج ثرثرة العجائز على الطرقات: سمعت ورأيت وقيل لي.. دون أي منهج علمي.. والغريب أنهم يفترضوا أن رأي سيادتهم جدير بالاستغناء عن كل آليات العلم التجريبي.. فيكفي أن هذا رأيهم.. ويكفي أن سيادتهم يزدروا هذا الرأي كي نزدريه معهم دون حجة أو دليل.. كما أنهم يمارسوا ذلك بعنجهية لعلهم يتفوقوا بها على الشيطان نفسه.
ولو توفر جو علمي صحيح أتاح للتجريب أن يجرى بالضوابط العلمية الصارمة لاستطعنا الاستفادة السلبية أو الإيجابية بتراثنا الإسلامي أو النبوي – في الطب
ما أريد أن أقوله أن العلمانية الطبية العربية تلجأ إلى نوع من التسطيح الحاقد المغرض الكريه.. و أن منهجهم ليس علميا على الإطلاق.. بل إنه يلغي التجريب كله لكي يعود بنا إلى عهود الجهل حيث يحددون القاعدة العلمية الواجب إتباعها وعلى العلماء البرهنة على صحتها.
كنت أود أن يقولوا مثلا أن عمليات الحجامة قد أجريت في عشر مراكز طبية.. ويتراوح عدد المرضى في كل مركز مابين الألف والخمسة آلاف.. ثم يتحدثوا لنا عن طريقة اختيار المرضى.. وعن نوعية الآلات المستخدمة وطريقة الحجامة و أعمار الذين أجريت لهم والنسبة بين النساء والرجال وبين الكبار والصغار والفئات العمرية المختلفة.. كان لا بد أن يذكروا ذلك كله بحيادية كاملة ثم تذكر النتائج ثم نصل إلى استخلاص العبرة النهائية من كل هذا وهل يجب اعتماد الحجامة أم يجب رفضها..
لو فعلت العلمانية الطبية العربية ذلك لاحترمت رأيهم حتى لو اختلفنا.. فهم يكونوا قد اتبعوا منهجا علميا على أي حال يمكن أن نخلص منه لنتائج محددة... لكنهم لم يفعلوا ذلك.. بل رفضوا الحجامة والطب النبوي من البداية ورفضوا أن تخضع للمنهج العلمي التجريبي وهاجموا وصاحوا بطريقة سوقية مبتذلة وكأن رأيهم هو الذي يجب أن يثبت ولو بلي أعناق الحقائق. والمؤكد أن سيادتهم سينالوا مكافأتهم على الفور من شركات الأدوية العالمية ومن أصحاب القرار والهيئات المشبوهة والمعروفة بعداوتها لكل ما هو إسلامي.. ليس بسبب المنهج العلمي الذي تجاوزه وافتروا عليه.. بل بسبب السوقية والابتذال والتسطيح والحقد ولي أعناق حقائق الطب النبوي.. وصولا للنيل من الإسلام والاستمرار في نزف ثروات المسلمين وأموالهم!..
ولو أن العلمانية الطبية العربية تحارب الخرافة باسم الدين لكنت أول من يشجعهم.. لكنهم يحاربوا الدين نفسه محاولين أن يصموه بالخرافة..
ثم أنني لم أسمع أبدا أنهم يهاجموا الطب الشعبي الصيني.. أو الهندي أو اليهودي والأخير بالذات ملئ بالخرافات المضحكة..
لا أريد أن أذكر الإيجابيات وما ثبت عالميا بالأبحاث الطبية الغربية على عسل النحل أو حبة البركة والقسط الهندي وباقي عناصر الطب النبوي.. إنني لا أتحدث هنا عن التفاصيل.. ولكنني أتحدث عن المنهج.. بل إنني أظن أنه لو جاء غدا من يقول أن الفراعنة هم أول من اكتشف الحجامة لانبروا على الفور للتغزل فيها وللإشادة بعبقرية المصريين القدماء وبصلاحيتها للاستعمال حتى الآن..
نعم.. لنواجه الحقيقة.. فهم لا يواجهوا هذه الممارسة أو تلك.. إنهم ضد ما ينسب الي الإسلام فقط..
ولذلك.. لم تهتز لهم شعرة عندما طيرت وكالات الأنباء أن ثلثي الدواء الذي تطرحه الشركات الغربية في أفريقيا و آسيا دواء مغشوش..
هذا أمر لا يهمهم.. ولا يستعديهم للهجوم على شركات الدواء العملاقة تلك..
لم يهتز ضميرهم المبرمج أيضا إزاء فضيحة هائلة وجريمة مقيتة يرتكبها الأطباء الليبراليين الذين يستعملون المرضى المصريين – وشعوب العالم الثالث- كحيوانات تجارب يجربون عليهم أدوية تنتجها الشركات الغربية ولم يصرح باستعمالها في الغرب..
لا يهتز ضميرهم إلا عندما توجد شبهة احتمال ارتباط بالإسلام يرفع من مكانته طبيا وعلميا.. ضميرهم مبرمج..
ولهذا.. ولهذا فقط تفتح لهم الأبواب القذرة وحسبي الله ونعم الوكيل